سيف شاب يبلغ من العمر 33 عاماً، تمثل قصته نموذجاً للشغف الأصيل في عالم الابتكار، فمنذ صغره، لطالما وقف مندهشاً أمام التكنولوجيا وتفاصيل الأجهزة الإلكترونية وآلية عملها، ولطالما قاده الفضول للاكتشاف والبحث عن الفرص، حيث يخبرنا أنه لم يتخلّ عن ذلك الفضول رغم عدم توفر المعرفة والأدوات آنذاك.
بدأت رحلته عندما التحق بجامعة الحسين التقنية، إحدى برامج مؤسسة ولي العهد في العام 2017، ضمن مجال هندسة الطاقة، ويقول سيف بأن هذا التخصص لفتَ انتباهه منذ زمن لأنه يجمع بين هندستي الطاقة والميكانيك، وعن تجربته خلال رحلة الدراسة يقول: “اكتسبت مهارات عملية مميزة لأن الجامعة تركز على تقنيات العمل بالإضافة للمعرفة النظرية، عملنا على مشاريع حقيقية مع أفضل الأكاديميين والمختصين وكانت لدنيا موارد ومصادر بأعلى المعايير”.
ولكن لم يكن هذا فقط سبب تميّز سيف، فإلى جانب تطبيق مشاريع ذات صلة بالبرنامج، استمرّ سيف مدفوعاً بالشغف للعمل مع زملائه على مشاريع خارج المنهاج، وبناء أفكاره الخاصة بشكل مستقلّ بالحد الأدنى من الاعتماد على توجيهات المشرفين، حتى أصبح قادراً على ابتكار مشاريع معقدة مستقلة تتجاوز التوقعات.
يضيف سيف: “مع مرور الوقت ازدادت خبرتي وقدرتي على التفكير بدون حدود، كان طموحي أن أعمل على الطائرات المسيرة، وبفضل البرامج الجامعية، تمكنت من كسر حاجز الخوف الخاص بالأفكار الجديدة وشهدت على تحوّل التصور من حلم إلى منتج ملموس سريع التطور”.
وفعلًا، تمكن سيف من التخرج من اختصاصه بامتياز وبالمرتبة الأولى، كما قدّم مشروع تخرجه المبتكر حول طائرة مسيرة ذات أجنحة ثابتة، ويخبرنا عنها: “ما يميز هذه الطائرة هو اعتمادها على الطاقة الشمسية، وعلى الطاقة المولدة من الخلايا الشمسية المصممة على أجنحتها، مما يعطيها خاصية استثنائية عن غيرها بالوصول إلى ارتفاعات عالية، مع الحفاظ على سرعة منخفضة للمحرك لأداء مثالي”.
واليوم، يعمل سيف كمشرف مختبر الطائرات المسيرة في جامعته التي يحبّ، جامعة الحسين التقنية، والذي تم تأسيسه في أواخر العام 2023 والهادف لمواكبة التكنولوجيا على الصعيدين المحلي والعالمي، ويمثل الخطوة الأساسية لاعتماد وإدراج علوم الطيران في مناهج تعليم كلية الهندسة التكنولوجية التابعة للجامعة، ويقوم ببناء شراكات مع مؤسسات وشراكات على مستويات محلية وإقليمية.
تعدّ قصة سيف نموذجاً مُبهراً في الانتقال من الشغف إلى التميز والوصول إلى النجاح كما والعطاء للمجتمع، ويترك لنا رسالة تحفيزيّة بكلماته: “حاول أكثر، اكتشف، وكلما خطوت خطوة ستتعلم أكثر!”.
مؤسسة ولي العهد… مسارٌ للفرص.