تُعتبر حنان البوادي، المعلمة البالغة من العمر 38 عامًا وطالبة الدراسات العليا في تخصص “المناهج وطرق التدريس” في جامعة العين، نموذجًا حيًّا للإصرار والشغف. بدأت حنان رحلتها في عالم التطوع عبر منصة “نحنُ” التابعة لمؤسسة ولي العهد، حيث شاركت في العديد من الأنشطة مع مختلف المنظمات. لكن طموحها كان يتجاوز حدود المشاركة؛ فقد حلمت بإنشاء مبادرتها الخاصة تحت عنوان “الاستدامة كأسلوب حياة”.

بفضل خبراتها ومعرفتها، استطاعت حنان أن تؤسس مبادرتها التي تهدف إلى خلق فرص تطوعية تساهم في رفع الوعي بأهداف التنمية المستدامة، مع التركيز بشكل خاص على الهدف الرابع: تحقيق التعليم الجيد. عملت بجد لتشكيل فريق من المتطوعين يشاركها رؤيتها ويضمن نجاح المبادرة. ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد؛ بل كانت تأمل أيضًا في استضافة متخصصين في البيئة والصحة لنشر الوعي حول أهداف التنمية المستدامة الأخرى وتحقيق تأثير أوسع.

بفضل جهودها المستمرة، تمكنت المبادرة من توفير إحدى عشرة فرصة تطوعية في مجالات متنوعة، حيث تمكنت من الوصول إلى 440 متطوعًا من مختلف المناطق، وتوثيق أكثر من 1000 ساعة تطوعية.

وحين تُسأل حنان عن تجربتها في التطوع، تقول: “التطوع منحني فرصة للاستثمار في وقتي، ونشر السعادة والإيجابية في مجتمعي، وتعزيز مكانتي الاجتماعية. كما ساعدني على توسيع شبكة علاقاتي، وتعزيز تواصلي الإيجابي مع الآخرين، وإشباع شغفي بالمشاركة في فرص تطوعية أحبها. الأثر الحقيقي للتطوع هو أنه يجعلك تشعر بأنك جزء من شيء أكبر من نفسك، ويمنحك إحساسًا بالإنجاز والرضا الذي لا يمكن أن تجده في أي مكان آخر.”

لقد وجدت حنان أن التطوع لا يُسهم فقط في تحسين حياة الآخرين، بل يؤثر بشكل إيجابي على حياة المتطوعين أنفسهم. فهو يمنحهم فرصة لتطوير مهارات جديدة، لبناء علاقات قوية، ولتقديم قيمة حقيقية للمجتمع. يعزز التطوع الشعور بالانتماء والأمل، ويساعد على إدراك القدرة على إحداث تغيير حقيقي في العالم.

تؤمن حنان بأن التطوع هو المفتاح لبناء مجتمع أكثر شمولًا وتقدمًا، وأنه وسيلة رائعة لتحفيز الذات وإحداث تغيير إيجابي. وتدعو الشباب للانضمام لمنصة “نحنُ” ليكونوا جزءًا من هذا التغيير.

مؤسسة ولي العهد… مسارٌ للفرص