رفضت أن يكون وضعي عائقًا أمام طموحاتي”، بهذه الكلمات تروي ريتاج الدعجة، الشابة الأردنية البالغة من العمر 22 عامًا، قصتها الملهمة. وُلدت ريتاج بصفة ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن عزيمتها وإرادتها جعلت منها نموذجًا يحتذى به.
ريتاج هي طالبة في كلية الأمير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية. منذ صغرها، واجهت تحديات كبيرة، ولكن بدعم من عائلتها وأصدقائها وأساتذتها، وخاصة والدتها التي كانت تعتبرها “قلمها وعكازها”، استطاعت ريتاج تحقيق إنجازات رائعة ملأت حياتها بالفخر والاعتزاز.
بدأت رحلتها عندما انضمت إلى أنشطة مؤسسة ولي العهد في مكتب عمان، حيث أتيحت لها الفرصة للمشاركة كقائدة شبابية في وزارة الشباب الأردنية. من خلال هذا الدور، شاركت ريتاج في تنظيم وتنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والتدريبية، مما عزز من مهاراتها القيادية وطوّر قدراتها على التأثير الإيجابي في المجتمع.
لم تكتفِ ريتاج بذلك، بل شاركت في العديد من الأنشطة التطوعية مثل توزيع الملابس وتجهيز الطرود الخيرية للمحتاجين في مختلف محافظات المملكة. حصلت على عدة شهادات تقديرية في الخدمة المجتمعية، مؤكدة أن تجاربها التطوعية كانت فرصًا ثمينة للتعلم والنمو الشخصي والمساهمة الفعالة في خدمة المجتمع.
قصة ريتاج تجسد بوضوح أن الإعاقة لا تعني العجز، بل يمكن للإرادة القوية أن تحقق المعجزات. رغم كل التحديات، نجحت في تحقيق إنجازات لم تكن تتخيلها. كانت دائمًا ملتزمة بدورها كناشطة اجتماعية ومؤثرة، وتسعى لتحفيز الشباب، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية.
تعلّمت ريتاج لغة الصم والبكم لتتمكن من التواصل مع زملائها ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنقل لهم خلاصة تجربتها وتعلمها. تؤمن أن التحديات ليست سوى فرص لتحقيق النجاح والابتكار، وأن التفاني والعمل الجاد هما مفتاح تحقيق الأحلام.
ريتاج تتطلع دائمًا لمستقبل مشرق مليء بالفرص، حيث يمكنها أن تواصل مساهمتها في بناء مجتمع أكثر شمولًا وتقدمًا للجميع. قصتها هي دعوة لكل شخص لمواجهة الصعاب والإيمان بقدراته، لأن الإرادة الحقيقية يمكن أن تحول أي تحدٍ إلى فرصة ذهبية لتحقيق المستحيل.
مؤسسة ولي العهد… مسارٌ للفرص.