في البداية، لم تكن كواكب أبو ريشة تعلم أن قرارًا صغيرًا قد يغير مسار حياتها بالكامل، عندما كانت طالبة في السنة الرابعة بكلية القانون، تبحث عن فرص لصقل مهاراتها والاستفادة مما تتعلمه، لكنها لم تجد بعد الطريق الذي يمنحها ذلك الشعور العميق بالإنجاز.

لم يكن ينقصها الطموح، بل كانت بحاجة إلى مساحة تضع فيها معرفتها موضع التطبيق، إلى فرصة، وإلى تجربة حقيقية تربط بين دراستها الأكاديمية والعالم الخارجي. وعندما سمعت عن منصة نَحْنُ، المنصة الوطنيّة للتطوّع ومشاركة الشباب، إحدى برامج مؤسسة ولي العهد والتي تنفذ أعمالها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” وبالتعاون مع وزارة الشباب، لم تتردد في استكشافها. في البداية، كانت ترى التطوع مجرد نشاط إضافي، لكنه سرعان ما أصبح محطة فارقة في رحلتها الشخصية والمهنية.

قبل انخراطها في العمل التطوعي، كان لديها الكثير من التساؤلات حول دور القانون في حياة الناس اليومية، لكنها لم تجد إجابات واضحة. وعندما بدأت تقديم ورشات توعوية قانونية للشباب عبر “نحنُ”، أدركت أن المعرفة الحقيقية لا تكتمل إلا بمشاركتها، وأن تأثيرها يمكن أن يتجاوز حدود القاعات الدراسية ليصل إلى الأفراد الذين يحتاجون إليها في حياتهم العملية.

مع مرور الوقت، لم يعد التطوع مجرد التزام لساعات معينة، بل أصبح تجربة غنية تضيف لها بُعدًا جديدًا. من خلال تعاملها مع مختلف الفئات، تعلمت كيف تعمل على إيصال المعلومة القانونية بلغة بسيطة، وكيف تجعل من القانون أداة تمكين بدلاً من كونه مجرد نصوص جامدة. وجدت نفسها تنخرط أكثر فأكثر، حتى وصل عدد ساعاتها التطوعية المنجزة أكثر من 920 ساعة، جميعها محطات ساهمت في تشكيل شخصيتها ورؤيتها لمستقبلها المهني.

تصف كواكب هذه التجربة بقولها: “في البداية، كنت أبحث عن فرصة للتعلم، لكنني وجدت أكثر من ذلك. التطوع لم يكن مجرد تجربة عابرة، بل كان طريقًا لاكتشاف ذاتي ومعرفة قدراتي، وكان نافذتي لرؤية العالم من منظور مختلف، أكثر واقعية وأكثر تأثيرًا”.

واليوم، تؤمن كواكب بأن التطوع ليس مجرد عمل خيري، بل أسلوب حياة قادر على إحداث تغيير حقيقي. رسالتها إلى الشباب والشابات تقول: “كل جهد مهمّا كان بسيطًا، يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا… التطوع هو جزء من مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا ومستقبلنا”.

مؤسسة ولي العهد… مسارٌ للفرص.